Pages

Friday, January 16, 2015

مولود غير مخلوق


كيف نقول عن الله ربنا؟ مولود غير مخلوق

إن الآباء عندما وضعوا قانون الإيمان استخدموا بكل حرص الكلمات التي تؤكد طبيعة السيد المسيح الذاتية ومجدها، فأكدوا أنه: مولود غير مخلوق معترفين بأنه لم يخلق إذ أنه أعلى من مستوى المخلوقات. وأنه موجود بطريقة غير مدركة وغير زمنية من ذات جوهر الآب. لأن: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. إنجيل يوحنا 1: 1

أنه - له المجد - مولود من الآب، أنه موجود في الآب وله طبيعة الآب عينها. فكما أن أي إبن يأخذ عن أبيه الإنسان طبيعته الإنسانية، هكذا إبن الله يستمد من الآب طبيعته الإلهية وإنما بشكل سري لا يمكن إدراكه. إلا أنه هناك ميلاد آخر للسيد المسيح غير ميلاده الأزلي من الآب، ونقصد بذلك ميلاده بالجسد في ملء الزمان من العذراء مريم

إن المخلوق يخرج من العدم إلى الوجود بإرادة ربنا. أما إبن الله فموجود في الله الآب نفسه، ولذا فهو غير مخلوق لأنه الخالق الأزلي الذي إرتضى أن يكون له ميلاد جسدي من العذراء.. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 4 - 5

والخلاصة أن: الله الآب والله الإبن هما واحد في الطبيعة الإلهية ولا إختلاف زمني بينهما.. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ. إنجيل يوحنا 10: 30. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى فإن الله الإبن ولد في ملء الزمان من العذراء مريم في صورة السيد المسيح دون أن يخلق لأنه هو الخالق نفسه. ويقول القديس أغسطينوس: إن كنا لم نفهم ميلاده الجسدي فكيف نفهم ميلاده الأزلي. لقد حيرنا ميلاده الجسدي. في ميلاده الجسدي ولد من أم بغير أب، وفي ميلاده الأزلي ولد من أب بغير أم، وكلاهما ميلاد غير مدرك يفوق العقل

قداسة البابا تواضروس الثاني


No comments:

Post a Comment